الاثنين، 5 أغسطس 2019


أصول الزجر

حديثنا اليوم بمشيئة الرحمن سيكون عن أصول الزجر ومناهجه في رسالة الإمام للإمام التي أسميناها أصول الزجر و غصون الزهر . . 
وكل لبيب بالإشارة يفهم
لا يصح مطلقا بكلام مرسل على علاته إطلاق المعزم للـزجر على الأعوان بشكل عشوائي . فقد يقع الكثيرين في خطأ استخدام الزجر 
بشكل عشوائي و في هذا خطر كبير نرصد معا بعض مظاهره في السطور القليلة القادمة .

فمن أهم مخاطر استخدام الزجر بلا دراية كافية ما فيه الكفاية لهلاك شخص المعزم او إصابته أو أحد من أهله بأمراض عديدة فلا تظن أيها 
القارئ الكريم أن الزجر هذا شيء من العادي أن يتم استخدامه في أي وقت . لا وألف لا فللـــزجر أصول و قواعد لا يمكن العمل بدونها .
و من أهم تلك القواعد والقوانين أنه لا يجوز للمبتدئ بشكل عام استخدام أي نوع من أنواع الزجر لقلة خبرته الروحانية في التعامل مع 
مفاجآت الأعوان والخلوات على حد سواء .

و من هنا وجب علينا أخذ تعريف رسمي موثوق فيه للـــزجر حتى نستطيع الخوض أكثر مع أدق تفاصيل هذا الجزء الهام والمعول الأساسي
لنجاح الأعمال الروحانية عامة والأعمال الاستحضراتية خاصة
تعريف الزجر
فـــالزجر هو : القهر والتخويف من المعزم لسائر الأعوان التي تخدم العزيمة أو القسم التي يعمل بها المعزم . 
و بالطبع فإن هذا الزجر يكون في أغلب الأحيان بترديد بعض الأسماء السريانية بتكرار معين . و لكن هذا الشيء لا ينفي مطلقا الاعتماد 
على بعضا من آيات القرآن الكريم في زجر الأعوان المتباطئة في الإجابة أو التي لا تجيب أصلا . و لكن المعول عليه في تحديد كنه
الزجر و ما إذا كان بالسرياني أو بالعربية المتمثلة في القرآن يعود بالأخير لصاحب الباب الأساسي 
( أي الشخص الذي نقلت عنه الباب ) بصفته أول من عمل به .

و بالطبع من المفهوم أنك لو قهرت و خوفت لو ابنك الصغير فان ذلك يكون من دواعي أن يتحين لك الفرصة كي يرد لك ما فعلته فيه . 
و بالضبط فان هذا ما يحدث من الأعوان التي تقوم بـزجرهم مع الفارق الكبير بين أن يحاول ابنك الصغير الايقاع بك لرد ما فعلته به 
و بين ما يتربص لك به عون من أعوان الجن ليرد لك ما فعلته فيه من تسببك له في الأذى إن هو تباطؤ في إجابتك أو لم يجيبك بالأساس .

و هنا تكمن خطورة استخدام الزجر على الأعوان بلا دراية كافية وخبرة تقيك شر الوقوع فريسة لغضب أعوان الجن عليك .
حيث أنه يمكن لهم أن يحيلون حياتك الى جحيم ( لا قدر الله ) كأن تجد المشاكل و قد عرفت طريقها لعلاقتك بأقرب الناس إليك ولتكن
( زوجتك ) مثلا و هذا أضعف الإيمان بالنسبة لبطش وانتقام الأعوان من المعزم الذي يقوم بــزجرهم بلا دراية أو خبرة كافيتين 
ليجعلانك قادرا مع التصرف مع مثل تلك مسائل شائعة الحدوث .

و يمكننا من خلال هذا المنطلق أن نميز بسهولة ويسر ما بين الزجر و الإضمار حيث أن الأول هو للترهيب والتخويف والحث على العمل 
في حين الثاني ( الإضمار ) لا يستعمل إلا للإحراق و له أصوله بالطبع وقواعده الخاصة . حيث أنه ليس معنى أن يقدرك الله على أن تسخر
الجن وتجعلهم ( بما فتح الله به عليك من علم ) يفعلون لك ما تريد من أبواب روحانية مختلفة . . 
ليس معنى ذلك أن في هذا رخصة لك لقتل الجن . فهذا هو عمل الإضمار فعليك بعدم استخدامه بغير مراجعة ( ذوي الخبرة ) 
من الحالات الخاصة والنادرة أولــئك اللذين حباهم الله وميزهم عن سائر خلقه بعلم من عنده .

و بالطبع مع كل هذا المعطيات ( الفريدة ) يسطع السؤال و هو بناءاً على كل ما تقدم ما الفائدة الحقيقة للــزجر طالما أنه 
بهذا الشكل الخطير ؟ ؟ !

أنا أجيبك بأن الزجر هذا الشيء الأكثر من خطير وُجد بالأساس للحماية و هناك قانون لاستخدامه يقضي هذا القانون بتوافر شرطي 
( الدراية و الخبرة ) في شخص من يستخدم الزجر حتى يصبح عاقلا راشدا في استخدام الزجر وبالطبع فان الدراية والخبرة لا يمكن
تحصيلهما إلا من خلال كثر الخلوات والجلسات الروحانية التي تساعد على تأهيل الطالب المبتدئ لخوض غمار الساحة الروحانية 
بكل سهولة وبنسبة خطورة في غاية القلة بإذن الله تعالى .